قياسيا الموسم شبة محسوم لبرشلونة ، ولكن فقط أريد أن يحسم في آخر جولتين ولا أريد أن يحسم قبل الإياب في البرنابيو لأنها الكارثة الحقيقية إن أقام لاعبو الريال "الباسيو" ، فكل ما يحدث هذا الموسم لمدريد هو نتاج طبيعي لتصرفات المعتوهين الراحل كالديرون والآخر مياتوفتش .
هذا الموسم هو إهداء خاص من اجل أن يسجل السيد غوارديولا أول بطولاته ، ويبدو أن الدوري الاسباني ارض خصبة لكي يسجل فيه المدربون الناشئون بطولاتهم ، ليس لقوة الفريق ولكن لضعف المنافسة ، وهذا ليس بالتجني على الفرق الاسبانية ولكنها الحقيقة والواقع لأنها تتعرى تماما في دوري الأبطال وتحديدا في المراحل النهائية ، وهي البطولة التي تثبت لنا من هو الفريق الأقوى في أوروبا ، أو إن جاز لنا التعبير على مستوى العالم بنسبة 70% .
لذا إن فكرت مدريد في منافسة برشلونة هذا الموسم ستكون أشبه بمنافسة كالديرون على الانتخابات المقبلة ، ولكن نحن في حاجة إلى منافسة أخرى ، سيكون تأثيرها واضحا ليس فقط هذا الموسم بل لمواسم قادمة .
مدريد في حاجة لحرب أفكار مع برشلونة ، نعم نحن في حاجة لحرب فكرية تكون على مسارين .
المسار الأول : شحن الفرق التي ستقابل برشلونة قبل المباراة من اجل الضغط على مفاتيح اللعب وكشف خطط السيد غوارديولا ، فاللاعب المنافس لبرشلونة إن لم يستوعب نصائح وتوجيهات مدربة يمكن أن يستوعب 35 % من الخطط والأفكار المعروضة من خلال الصحف الاسبانية ، وأنا اقصد الصحف الداعمة لمدريد .
أما المسار الثاني : يجب على نجوم برشلونة أن يتفهمو جيدا بأن ناديهم ليس بنادي الأبطال ، فهو لم يحقق هذه البطولة إلا مرتين في تاريخه ، وهو نادي بطولات محلية ، حيث أن النادي سيطر على البطولة الثانوية في اسبانيا وهي بطولة كأس الملك 24 مرة أما الدوري الاسباني فقط 18 مرة ، وفي المقابل نشاهد السجل الملكي الذي حقق 9 دوري الأبطال و31 مرة الدوري الاسباني ، أو حتى الميلان الذي كسب دوري الأبطال 7 مرات وليفربول الذي تحصل علية 5 مرات .
ربما هذه الأرقام كافية جدا لكي يصمت الكثير عن التأويل والتفسير ، فالمقارنة تتم في حال أن تكون الأرقام بين الفريقين قريبة ، ولكن مع هذا الوضع لا أتخيل أن هناك عاقل يقارن بين الناديين من حيث البطولات الأقوى ، وهذا ما يجب أن يستوعبه كل اللاعبين المرتدين للشعار الأزرق والأحمر .
ليس ذلك فقط بل يجب على اللاعبين أن يتيقنو بأن الخروج من برشلونة هو النجاح الحقيقي ، والتاريخ يكفي لإثبات ذلك فلو شاهدنا ريفالدو وروماريو جمعيهم احترق في برشلونة ولم يغادر الفريق وهو في قمة عطائه وبالتالي لم يذكرهم التاريخ بشيء ، وسجلو انجاز في مسار واحد فقط ، وبالمقارنة مع لاودروب وشوستر وكذلك رونالدو وماردونا وفيقو كل هؤلاء غادرو الفريق وسطرو انجازات وبطولات أخرى جعلت منهم رموز للتاريخ في كرة القدم .
المسألة ليست بتلك الصورة الأحادية فمن الخطأ مكوث اللاعب مع فريقه لسنوات أو طيلة مشواره بل يجب علية التفكير والانتقال إلى الأفضل لكي لا يعيد التاريخ نفسه ولا نجد منه إلا الرماد.
